تُعد ألعاب القوى من أهم الرياضات المدرسية التي تُسهم في تنمية القدرات البدنية الشاملة لدى الطلبة، كالقوة، السرعة، التحمل، والرشاقة. ورغم أهميتها، يُلاحظ في الآونة الأخيرة عزوف عدد كبير من طلبة مرحلة التعليم المتوسط في مدارس مراقبة التعليم الأصابعة عن ممارسة هذه الأنشطة، الأمر الذي يستدعي الدراسة والبحث لمعرفة الأسباب واقتراح الحلول المناسبة.

تهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على أبرز أسباب هذا العزوف، والتي تنوعت بين عوامل ذاتية وأخرى بيئية وتنظيمية. من بين العوامل الذاتية ضعف دافعية الطلبة نحو ألعاب القوى بسبب عدم شعبيتها مقارنة برياضات جماعية ككرة القدم. أما العوامل البيئية فتشمل ضعف الإمكانات المادية والبنية التحتية، كغياب الملاعب المجهزة والأدوات اللازمة لتنفيذ دروس ألعاب القوى بالشكل المطلوب. كما أظهرت بعض الدراسات والملاحظات الميدانية وجود قصور في طرق التدريس المتبعة، واعتماد أساليب تقليدية لا تراعي ميول الطلبة وتنوع قدراتهم.

أوصت الدراسة بضرورة تطوير برامج التربية البدنية لتشمل أساليب تعليمية محفزة، وتوفير بيئة رياضية جاذبة وآمنة، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات ومسابقات مدرسية تشجع الطلبة على المشاركة في مختلف فروع ألعاب القوى، وتدريب المعلمين على أساليب حديثة تراعي الفروق الفردية وتهدف إلى جعل النشاط البدني أكثر متعة وتفاعلًا.

تُعد القدرات العقلية من العوامل المهمة في تكوين الطالب الرياضي المتكامل، حيث تؤثر بشكل مباشر في مستوى أدائه الأكاديمي والبدني. تشمل القدرات العقلية مجموعة من المهارات المعرفية التي تسهم في التفكير المنطقي، التحليل، التركيز، سرعة الاستجابة، وحل المشكلات. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن هناك علاقة إيجابية بين ارتفاع مستوى بعض القدرات العقلية وتفوق طلاب التربية البدنية وعلوم الرياضة، سواء في الجانب الأكاديمي أو المهاري.

من أبرز القدرات العقلية ذات العلاقة:

1.    الانتباه والتركيز: يُعتبر الانتباه المستمر شرطًا أساسيًا لتعلم المهارات الحركية وتنفيذ الخطط التكتيكية أثناء الأنشطة الرياضية.

2.    الذاكرة: تلعب دورًا في تذكر التمارين والتعليمات والخطط، ما يساعد في تعزيز الأداء وتحقيق الأهداف التدريبية.

3.    التفكير التحليلي: يساعد الطلاب على فهم استراتيجيات اللعب وتحليل المواقف الميدانية بشكل أسرع، مما يمنحهم تفوقًا في الأداء.

4.    سرعة البديهة واتخاذ القرار: تبرز أهميتها في الألعاب الجماعية حيث يتطلب الأمر قرارات سريعة ودقيقة في وقت ضيق.

5.    الإدراك الحسي الحركي: يعزز القدرة على التناسق بين الحواس والحركة، مما يحسن دقة الأداء ويقلل من الأخطاء.

وتشير نتائج بعض الدراسات إلى وجود ارتباط قوي بين تنمية هذه القدرات وارتفاع مستوى التحصيل في مواد التخصص، بالإضافة إلى التفوق في الأداء العملي. لذلك، توصي الأبحاث بدمج تمارين تنمية القدرات العقلية ضمن البرامج التدريبية والمناهج الدراسية في كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة، بهدف إعداد طلاب أكثر كفاءة ومرونة في التفكير والعمل الميداني.

يُعد الإعداد البدني الخاص من أهم عناصر العملية التدريبية في كرة القدم، حيث يُسهم بشكل مباشر في تطوير الأداء المهاري للاعبين. ويقصد بالإعداد البدني الخاص تلك التمارين التي تُصمم لتتناسب مع متطلبات اللعبة، مثل السرعة، القوة، التحمل الخاص، الرشاقة، والمرونة، والتي تؤثر في قدرة اللاعب على تنفيذ المهارات الفنية بدقة وكفاءة.

تهدف هذه الدراسة إلى معرفة تأثير برنامج تدريبي معدّ خصيصًا للإعداد البدني الخاص في تحسين الأداء المهاري لدى لاعبي كرة القدم، من خلال تطبيق مجموعة من التمارين البدنية المرتبطة بالمهارات الأساسية للعبة مثل المراوغة، التمرير، التسديد، والسيطرة على الكرة.

أظهرت النتائج أن تطبيق البرنامج التدريبي أدى إلى تحسينات واضحة في الأداء المهاري، حيث لوحظ تطور في سرعة الاستجابة، الثبات في الأداء تحت الضغط، وزيادة القدرة على تنفيذ المهارات بشكل متقن خلال المباريات. ويرجع ذلك إلى أن التمارين الخاصة ساهمت في تقوية العضلات المستخدمة بشكل متكرر في المهارات الفنية، كما حسّنت من التوافق العضلي العصبي، وسرعة الحركة.

توصلت الدراسة إلى أن دمج الإعداد البدني الخاص ضمن الخطط التدريبية يسهم في رفع الكفاءة المهارية للاعبين، ويوصي الباحثون بضرورة اعتماد برامج تدريبية متخصصة وفقًا لمتطلبات كل مركز من مراكز اللعب، مع مراعاة الفروق الفردية.

يتناول البحث إعداد المعلم كأحد الأسس الجوهرية لضمان نجاح العملية التعليمية وتحقيق أهداف التنمية. يتطرق إلى أهمية تطوير برامج إعداد المعلمين بما يتماشى مع التغيرات العالمية المعاصرة، مثل التقدم التكنولوجي والانفجار المعرفي والعولمة. يوضح البحث أدوار المعلم المتعددة، منها كونه قائدًا تربويًا واجتماعيًا، ومسؤولًا عن تعزيز النمو الشامل للطلاب، ومستخدمًا فعالًا للتكنولوجيا في التعليم.

يشدد البحث على أهمية تحقيق التوازن بين الجوانب النظرية والعملية في إعداد المعلم. كما يبرز التحديات المرتبطة بإعداد المعلم مثل الاستجابة للمتغيرات التربوية المتسارعة والاحتياجات المستجدة في المجتمع التعليمي. ويستعرض مفاهيم جديدة كالاعتماد على الكفايات والمهارات التقنية، والتفاعل مع البيئة التعليمية بمرونة وابتكار.

يتناول البحث الأنماط المختلفة لبرامج إعداد المعلم، بما في ذلك النمط التتابعي والنمط التكاملي، مع التأكيد على دورهما في إعداد معلمين يمتلكون الكفايات الأكاديمية والمهنية اللازمة. ويقترح تحسين برامج الإعداد لتشمل التدريب المستمر، والاستفادة من التكنولوجيا، وتعزيز التعاون بين مؤسسات إعداد المعلمين والمجتمع.

يوصي البحث بضرورة تزويد المعلم بالمعارف النفسية والاجتماعية التي تتيح له التعامل مع تحديات الطلبة، وبناء شراكات تربوية لتحسين العملية التعليمية، بالإضافة إلى ضرورة تطوير بيئات تعليمية داعمة تعزز الإبداع والنقد والتعلم الذاتي.

.

.